حصرى لــ"العالم الحر"

الاميه السياسيه وغياب النقد المستنير

احجز مساحتك الاعلانية

 

بقلم / عبدالوهاب علام
1 . خرج علينا يوما من ينعتون أنفسهم بالنخبة السياسية والمثقفين ليعلنوا رغبتهم في سلب كل من هو أمي حقه في تقرير مصيره والمشاركة في تشكيل سياسة بلده معللين جهله بالعملية السياسية وعدم الوعي بالنظم السياسية ، وعندما يتم النظر إلى مثل هذه الرغبة بشكل أكاديمي يتضح أن من طالبوا أو رغبوا في ذلك هم الأميين ، حيث أن رغبتهم تنم على مدى أميتهم السياسية والتي لا علاقة لها بكون الإنسان قارئ أو مثقف ففكرهم نفسه هو أولى خطوات ألاميه السياسية كون أنى ارغب في سلب أي إنسان حقه دون أن أكلف نفسي عناء التثقيف له وإعطاء ألفرصه لهم في تشكيل وعى سياسي متزن وعدم تركه لمصادر تعمل على التضليل فهؤلاء النخبة التي تعمل من أبراجها حتما لن تؤثر في تشكيل الوعي السياسي الناضج حيث هم أنفسهم اداه من أدوات الديكتاتورية التى تعمل على غياب الوعى السياسي لدى الشعوب لاداءهم المتعالي والمتكبر الذي يضع نفسه في قالب الملم بكل قواعد الامور عما عداه ولهذا عندما تتحدث النخبه فاعلم انك امام عملية تضليل للوعى يقصد بها شعب يراد إقصاءه من المشهد تماما
2 . وهناك اختلاف بين الاميه كونها عدم تعلم القراءه والكتابه وبين الاميه السياسيه التى هى قد تكون عاملا مشتركا بين الامى والمتعلم فليس كل امى بالقراءه والكتابه جاهل سياسيا وليس كل متعلم مثقف سياسيا وذلك لان الوعى السياسي لا يتشكل الا بتكوين عقل نقدى مستنير والذي يتواجده يؤدى الى وعى شعبي يمنع ديكتاتورية الحاكم يقينا منه أن يدرك انه امام شعب لديه القدره على النقد المستمد من وعى سياسي ونظرا لذلك يلجأ الحكام الى استخدام ادوات التضليل لتشكيل وعى شعبي يناصره ويهتف له عش القائد الوعيم الملهم دون ان يفكر يوما في امتلاك أدوات النقد ضد الحاكم الامر الذي يجعل الحاكم وصيا على شعبه يفكر ويقرر له
3 نتاج ألاميه السياسيه يصل بنا الى مصطلح العوام ، فعوام الناس هو الذين جهلوا ومن جهلهم خافوا ومن خوفهم استسلموا وأصبحوا دمى في ايدى أنظمتهم فاستسلامهم نتاج أميتهم السياسية لا فرق فيها بين متعلم أو أمي فاكل قد ترك نفسه فريسة لادوات التضليل والدعاية الرماديه التى تظهر ما تشاء في الثوب الذي تريده ليصير الشعب كله عوام ويرفع راية الحاكم متغنيا ببطولات مزيفة رسمتها أبواق الحاكم في خيال شعبه
4 . التخلص من ألاميه السياسية يحتاج فقط إلى إعمال العقل والمنطق ونقد مستنير للأحداث ونزع العاطفة في النقد وهذه هي أولى مراحل القضاء على ألاميه السياسية وتثمين الانجاز الملموس ونقد موضوعي للإخفاق والاطلاع على النظم السياسية المختلفة وتلخيصا أول التداوى من مرض ألاميه السياسية هو نزع العاطفة في النقد

Related Articles

Back to top button